هجرة الحاج سلامة ابن زياد العزامي من بير السبع إلى القليوبية

هجرة الحاج سلامة العزامي
من بير السبع ( فلسطين ) إلى محافظة القليوبية ( مصر (

صورة العارف بالله سلامة بن هندي العزامي (1880 ــ 1956)... 

عندما هم الجميع بالعودة من الديار المقدسة بعد أداء فريضة الحج .... كان من ضمن حجاج بئر السبع الحاج سلامة بن زياد المحمدي ..... قام الحاج سلامة بشراء الهدايا للأصحاب والأقرباء والجيران .... بينما كان هناك رجل آخر على النقيض من ابن زياد لم يشتري إلا قفل لهرابته ( الهرابة أشبه بالبئر يتم تجميع مياه الأمطار فيه ) .... وهذا الأمر منبوذ عند البدو .... الذين تربوا على تقاسم لقمة العيش مع جيرانهم ... بل يتعدى الأمر ... أن يكرم الرجل بقوت أهل بيته في سبيل .... أن يقوم بواجب الضيافة .... لعابر سبيل أو لجار محتاج .... فكيف يكون موقف أهل الكرم والشهامة ممن .... يشتري قفل لبئر ماء ..... يحرم .... الجميع .... من مشاركته ولو .....في شربة ماء ....

أنكر ابن زياد على هذا الرجل فعلته ....فتخاصما ..... ورفعا خصامهما إلى الحضور الذين كانوا في شق العرب التي يسكنها ابن زياد وذلك الرجل ..... فلم ينصف الحضور ابن زياد ..... وساووا بينه وبين ذلك الرجل .... ( بقولهم ...كلكوا أجاويد الله ... ) ....

غضب ابن زياد من هذا الموقف وقرر هجر الديار التي تساوي بينه وبين البخيل ..... وهو الرجل الكريم الذي ... يشار له بالبنان ....

فحمل أمتعته وامتشق سلاحه وساق إبله ... ويقال لم يكن معه من الأغنام إلا شاتين ... واتجه .... إلى شبه جزيرة سيناء .... وهناك وبالقرب من جبل الحلال حط رحاله ليرتاح وهو ينوي متابعة المسير .... ولكن ... البدو الذين كانوا يسكنون تلك الديار أبوا إلا أن يقوموا بالواجب ...فاضطر للمكوث إلى أن يرد جميلهم .... فذبح الشاتين .... واقرا ( أي أكرمهم بعمل وليمة ) العرب التي جاورها ..... وتابع مسيره ... حيث محافظة القليوبية .... وفي منطقة يقال عنها .. جزيرة النجدي .... استقر ...هناك ... ورزقه الله الخير الوفير ... قام ببناء مسجد .... يؤمه المصلون من المناطق المجاورة ....

وكان هناك تقليد متبع في هذا المسجد وهو عمل غداء كل يوم جمعة .... للمصلين .... على حساب الحاج سلامة بن زياد المحمدي ..... استمر هذا التقليد إلى آخر عهد العارف بالله الشيخ سلامة بن
هندي بن سلامة بن زياد المحمدي المعروف باسم سلامة العزامي ..... وبعد وفاة الشيخ سلامة .... لم تندثر هذه العادة ..وإنما أصبحت الوليمة تقام بشكل متقطع ....

أخبرني أحد أحفاد الحاج سلامة .... بأن هجرة جدة في عام 1860 ميلادي .....

ملاحظة : الكلمة الأخيرة في هذا الموضوع لأحفاد الحاج سلامة ... بإمكانهم أن ينفوا أي معلومة غير صحيحة أو يؤكدوا أي معلومة يرونها .... او يضيفوا ما يشاءون ...فهم الأدرى ... والذي دونته هنا ما هو إلا رواية ... تروى .... لرجل غاب عن الأنظار .... منذ زمن .... ولم يبقى إلا خبره .... تتناقله الأجيال ....

نسأل الله الرحمة .... لكل المسلمين ...

هذا والله أعلم ....